9.9.10

زعماء دينيون أمريكيون يدينون التعصب ضد المسلمين..

أدان زعماء دينيون أمريكيون " التعصب ضد المسلمين" في الولايات المتحدة بما في ذلك اعتزام كنيسة في فلوريدا احراق مصحف في ذكرى هجمات 11 سبتمبر ايلول رغم تحذير جنرال أمريكي كبير من ان ذلك يعرض الجنود الامريكيين في الخارج للخطر.

وشجب زعماء دين مسلمون ومسيحيون ويهود "المعلومات المغلوطة والتعصب الاعمى الصريح" ضد المسلمين في الولايات المتحدة والذي نبع من اقتراح لبناء مركز ثقافي اسلامي ومسجد قرب موقع مركز التجارة العالمي الذي كان هدفا لهجمات 11 سبتمبر عام 2001 في نيويورك والتي نفذها اسلاميون من تنظيم القاعدة المتشدد بطائرات ركاب مخطوفة مما ادى الى مقتل 2752 شخصا.

وتصاعد التوتر مع اقتراب ذكرى الهجمات وعيد الفطر المتوقع ان يبدأ يوم الجمعة.
وألهب المشاعر أكثر القس تيري جونز من كنيسة "مركز الحمائم للتواصل العالمي" وهي كنيسة صغيرة مغمورة يتبعها 30 شخصا في جينسفيل بولاية فلوريدا أعلنت اعتزامها حرق مصحف يوم السبت الذي يوافق الذكرى التاسعة لهجمات سبتمبر. ويقول جونز انه يريد "كشف الاسلام... كدين يتسم بالعنف والقمع".

وأصدر زعماء دينيون من بينهم الكردينال تيودور مكاريك كبير أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في واشنطن والدكتور مايكل كينامون من المجلس الوطني للكنائس بيانا عبروا فيه عن "قلقهم من التعصب ضد المسلمين" وعن " انزعاجهم من عدم الاحترام لنص مقدس."

وقال الزعماء الدينيون ومن بينهم الحاخام ديفيد سابرشتاين رئيس الاتحاد من أجل اصلاح اليهودية والحاخام جولي شونفيلد من رابطة الحاخامين المحافظين "الهجوم على اي دين في الولايات المتحدة هو اعتداء على الحرية الدينية لكل الامريكيين."

وأضافوا ان خطة "ان الاقدام على احراق مصاحف شريفة يوم السبت القادم هو على وجه الخصوص اساءة فاضحة تتطلب أقوى ادانة ممكنة من كل من يقدر التحضر في الحياة العامة ويسعى لتمجيد ذكرى من فقدوا ارواحهم في 11 سبتمبر."

وأثارت خطة حرق مصاحف علنا داخل الولايات المتحدة احتجاجات غاضبة في أفغانستان حيث تحارب القوات الامريكية متشددي طالبان. وتجمهر بضع مئات من الافغان غالبيتهم يدرسون في معاهد دينية أمام مسجد ميلاد النبي وأخذوا يرددون في غضب "الموت لامريكا".

وقال قادة عسكريون أمريكيون ان احراق المصاحف قد يعرض حياة الامريكيين للخطر. وأطلق قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان الجنرال ديفيد بتريوس تحذيرا من ان حرق المصاحف "يضع قواتنا في خطر ويمكن ان يعرض للخطر الجهود الشاملة" لاشاعة الاستقرار في أفغانستان.

وقال بتريوس في بيان "هذه تحديدا هي الافعال التي تستغلها طالبان ويمكن ان تسبب مشاكل ملموسة لا هنا فقط بل في كل مكان من العالم نتعامل فيه مع مجتمعات اسلامية."

ووجه البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية تحذيرات صارمة توضح ان حكومة الرئيس باراك أوباما تأسف لهذه الخطة وتراها منافية لطبيعة الامريكيين.

وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية لمسلمين امريكيين حضروا الافطار الذي تقيمه وزارتها "شد من عزمي الادانة الواضحة التي لا لبس فيها لهذا الفعل المشين والتي جاءت من زعماء دينيين امريكيين من مختلف العقائد."

وقال بي. جيه. كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية في واشنطن "نحن نعتقد ان هذه أفعال استفزازية تنطوي على استخفاف وتعصب وتثير الفرقة."

واضاف قوله "نود ان نرى مزيدا من الامريكيين يهبون ويقولون هذا يخالف قيمنا الامريكية. وفي الواقع فان هذه الافعال نفسها ليست من طبيعة الامريكيين."

ووصف ايريك هولدر وزير العدل الامريكي الفعل المنتظر في فلوريدا بأنه "أحمق" وذلك خلال اجتماع مغلق له مع عدد صغير من زعماء الدين. وقال مشاركون في الاجتماع انه كرر تعهده بمحاكمة من يرتكبون جرائم الحض على الكراهية.

وقالت الدكتورة انجريد ماتسون رئيسة الجمعية الاسلامية لامريكا الشمالية التي ساعدت على اصدار بيان زعماء الدين امس ان المسلمين الامريكيين العاديين يشعرون بقلق متنام ويشعرون انهم يتعرضون للتحرش وهم يمارسون حياتهم اليومية.

وحثت المسلمين في الخارج على التريث والا يتخذوا من "الصوت العالي لبعض المتطرفين المسيحيين" مبررا للقيام بأفعال ضد الامريكيين اليهود والمسيحيين.

وقالت ماتسون "انهم لا يمثلون أمريكا ولا يمثلون المسيحية او اليهودية."

ولم يتخذ الزعماء الدينيون موقفا بشأن خطة بناء مركز اسلامي ومسجد قرب موقع انهيار برجي مركز التجارة العالمي. وقال الامام فيصل عبد الرؤوف الذي يقود المشروع في مقال في صحيفة نيويورك تايمز يوم الثلاثاء ان المنظمين سيمضون قدما في بناء المشروع.

ومن المقرر ان ينظم المناصرون للمشروع والمعارضون له تجمعات في مدنية نيويورك يوم السبت بعد احياء ذكرى من قتلوا في هجمات سبتمبر.

No comments:

Post a Comment